السفير

هان ماورتس سخابفلد

سفير الهولندية بجمهورية مصر
         هان ماورتس سخابفلد كان سفير مملكة هولندا في مصر حتى عام 2023.
<<مصر شريك مهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا>>
هولندا ومصر لديهما علاقة طويلة الأمد وقوية. وبجانب التعاون في مجال الأمن الغذائي واستهلاك المياه يجري التركيز أيضاً على الجنس الاجتماعي. وسفيرنا الهولندي في مصر، هان موريتس سخابفيلد ، هو بطل الاتحاد الأوروبي في مجال الجنس الاجتماعي، ويلعب دوراً مهماً يركز على تحسين وضع وظروف المرأة. «هنا يجري اتخاذ خطوات مهمة، ولأول مرة تم تعيين النساء في سلك القضاء».

ما هي المواضيع التي تتعاون فيها هولندا ومصر سوياً؟
“لقد عملنا مع المصريين في مجموعة متنوعة من المجالات لفترة طويلة. وهولندا تشتهر هنا بخبرتها في مجال المياه. ويتبلور ذلك في شراكات في مجالات الأمن الغذائي واستهلاك المياه والري ، حول نهر النيل مثلاً ، الذي يأتي منه 98٪ من المياه المستخدمة في مصر. وفي الوقت نفسه نعمل على الجانب التنموي في نطاق الجنس الاجتماعي والحقوق الجنسية والإنجابية والنقاش بشأن النمو السكاني الضخم.

بالإضافة لذلك نعمل معاً في مجال التجارة. ويجري التصدير من هولندا، ونريد زيادة ذلك، ولكننا نحاول هنا أيضاً تشجيع المزيد من الاستثمار. وفي النهاية لدينا شراكات ثقافية تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي. مثلاً من خلال توضيح كيف يمكنك جعل معرض تاريخي مثيراً للاهتمام ويستحق الرؤية من قبل الزوار بقدر الإمكان.

هل هناك تعاون سياسي أيضاً؟
«نعم بالطبع. وسوياً مع مصر ندرس ما يمكن أن تكون عليه مساهمتنا في عملية السلام في الشرق الأوسط. ومصر تلعب دوراً مهماً للغاية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولمصر حدود جزئية مع غزة، وتلعب هذه القضية دوراً رئيسياً هنا.

بالإضافة إلى ذلك تمثل ليبيا المجاورة مشكلة في المنطقة. ولمصر أيضاً مصلحة في استقرار ذلك البلد. وينطبق المثل على البلدان المؤثرة السودان وإثيوبيا. والوضع فوضوي للغاية في المنطقة في حين أن استقرار مصر مهم. ونحن نحاول في هذا الصدد المساهمة من خلال محاربة الفقر وتعزيز حقوق الإنسان. ولحسن الحظ قامت مصر الآن بتصميم استراتيجية لحقوق الإنسان ستلعب دوراً رئيسياً».

كيف تلتزم بالمساواة بين الجنسين؟
«في عدد من البلدان النامية ، وخاصة بوليفيا وبوركينا فاسو ، كنت دائماً رئيساً لنادي الجنس الاجتماعي للمانحين. وكان هذا انطلاقاً من سياستنا الذاتية جزئياً، ولكنه يرجع خصوصاً إلى الاهتمام الشخصي بموضوعات مثل ختان الإناث وزواج الأطفال وتمكين المرأة. وقبل بضع سنوات تم إبرام اتفاقيات داخل الاتحاد الأوروبي حول أبطال الاتحاد الأوروبي للمساواة بين الجنسين. وهؤلاء هم ممثلو الاتحاد الأوروبي الذين يركزون بشكل خاص على الجنس الاجتماعي ويستخدمونه أيضاً لتحسين وضعية وظروف المرأة.

بعد رحيل سلفي السويدي أردت أن أأخذ هذا الدور المهم على عاتقي. ونحن نحاول تسليط الضوء على البرامج الموضوعية ونرى كيف يمكننا اتخاذ الخطوات. على سبيل المثال تم تعيين النساء في سلك القضاء لأول مرة وتم إنشاء مؤسسات لهذا الغرض. وكان رئيس مصر واضحاً بشأن دور المرأة. وفي السابق كان يتحدث فقط عن النساء في سياق أمهاتنا وبناتنا، ولكنه يسمى النساء اليوم “شركائنا في التنمية”، ويبذل حقاً قصارى جهده من أجل ذلك “.

ستُعقد قمة المناخ COP27 هذا العام ، وهي قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة ، في مصر. ماذا تنطوي عليه؟
«مؤتمر الأطراف له جانب موضوعي وجانب تنظيمي. كسفارة سنشارك بشكل خاص في الجانب التنظيمي. وبالطبع لن يأتي رئيس الوزراء روته بمفرده ، ولكن سوياً مع عدد من الوزراء ووفدهم. وهنا يكمن التحدي الرئيسي، لأنه لن يتم تنظيمه في القاهرة ولكن في شرم الشيخ ، على الناحية المقابلة من البحر الأحمر. وتظهر التجربة أن المصريين قادرون تماماً على تنظيم
الأحداث الكبيرة. ولدينا كل الثقة في ذلك.

هذه هي القمة المناخية الأولى في شمال إفريقيا. ومصر تعتبر نفسها حقاً دولة أفريقية في مؤتمر الأطراف هذا. ولذلك سوف يهتمون أيضاً بتمويل الإجراءات المناخية. وقد كانت قمة المناخ السابقة في جلاسكو تدور بشكل أساسي حول كيفية مكافحة تغير المناخ والانبعاثات. ولكن في COP27 سيكون التركيز أكثر على كيفية تعاملنا مع تغير المناخ، أي على التخفيف والتكيف. وهولندا تفكر منذ مدة في التكيف. ونظمنا على سبيل المثال  في عام 2021 قمة التكيف مع المناخ Climate Adaptation Summit. ومن هذا المنطلق توجد بالتأكيد فرص أمامنا وسنبذل قصارى جهدنا لتقديم هولندا بطريقة جيدة».
ما هي أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالنسبة لهولندا وما هو الدور الذي تلعبه مصر في ذلك؟
تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالعديد من المشاكل ، ومنها مثلاً الحروب في اليمن وليبيا وسوريا والصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إنها منطقة غير مستقرة يوجد فيها دائماً شيء ما. وتلعب مصر المستقرة دوراً مهماً بين مختلف الدول الكبيرة في المنطقة المجاورة. وفي هذا الصدد تنظر مصر نفسها أيضاً إلى ما يمكنها أن تعنيه بين أوروبا والولايات المتحدة والصين.

ونحن لدينا علاقة طويلة الأمد وقوية مع مصر ونتعاون في مواضيع مختلفة ، وخاصة المياه والتجارة، كما أننا نعمل أيضاً سوياً كثيراً في السياق الأوروبي. وسأبذل قصارى جهدي ليس فقط لزيادة الاستثمار الهولندي في مصر ، ولكن أيضاً لزيادة تعزيز التعاون السياسي بين البلدين».